Jump to ratings and reviews
Rate this book

إبادة الكتب: تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين

Rate this book
إن الهجمات التي تستهدف الممتلكات الثقافية أكبر من مجرد تخريب لأعيان مدنية؛ فهي في جوهرها ترمي الى محو تاريخ البشر وتراثهم والحط من إنسانيتهم؛ لذا فإن هذه الممتلكات مشمولة بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني. ويشير مصطلح "إبادة الكتب" تحديداً الى الحملات المتعمدة لتدمير الكتب والمكتبات على نطاق عريض برعاية أنظمة سياسية في القرن العشرين.
يتناول هذا الكتاب ظاهرة حرق الكتب في القرن العشرين، وردود الافعال على تدمير الأعيان الثقافية، مع الإشارة الى ما يربط هذه الظاهرة بجريمتي الابادة الجماعية والعرقية، بالإضافة الى إلقاء الضوء على ظهور المكتبات ووظيفتها، وروابط المكتبات بالتاريخ والذاكرة الجمعية والهوية والتنمية. ويتمحور الجانب الأكبر من الكتاب حول الإطار النظري لإبادة الكتب، وخمس دراسات حالة: تدمير كل من النازيين والصرب ونظام صدام حسين والماويين والشيوعيين الصينين للممتلكات الثقافية في أوروبا والبوسنة والكويت والصين والتبت، ويعرض في الختام الصدام بين الإيديولوجية المتطرفة والنزعة الإنسية، ونظرة كل فريق الى وظيفة الكتاب والمكتبات، كما يعرض لتطور القانون الدولي وآليات الحيلولة دون تدمير الممتلكات الثقافية أو تخريبها أو نهبها.

375 pages, Paperback

First published September 1, 2000

Loading interface...
Loading interface...

About the author

Rebecca Knuth

9 books5 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
50 (25%)
4 stars
76 (39%)
3 stars
50 (25%)
2 stars
12 (6%)
1 star
5 (2%)
Displaying 1 - 30 of 49 reviews
Profile Image for معاذ.
239 reviews75 followers
November 16, 2018
لماذا هذا العنوان "إبادة الكتب"!!؟؟
ولماذا هذه الهجمات البربرية على الثقافة وتدميرها !!؟؟

في مطلع الكتاب تذكر المؤلفة اقتباساً جاء فيه:

"قتل كتاب أشبه ما يكون بقتل إنسان، بل إن من يقتل إنساناً يقتل مخلوقاً عاقلاً، أما من يدمر كتاباً نافعاً، فهوإنما يقتل العقل نفسه"

تنطلق الكاتبة في بداية كتابها في ذكر إبادة الكتب من وجهة نظر عامة ووظائف المكتبات في
القرن العشرين.
بعدها تتوسع في شرحها وتخصص لكل نظام استبدادي نشأ في القرن العشرين فصلاً تتحدث فيه عن تتطور هذا النظام وفكره الذي نشأ معه وتتطور أعماله . سعت الكاتبة لتقديم مدخلاً لصعود هذه الأنظمة لسدة الحكم وكيف تم مؤازرتها وتطورها من الناحية العسكرية التي كانت سبباً مهماً في صعود وظهور هذه الأنظمة .

ظهور الآلات الثورية في القرن العشرين (النازية والصربية ونظام صدام حسين والشيوعيين)
خلق حالة من الانقسام الداخلي لهذه الدول بسبب الفكر القائم عليه والذي فرضته هذه الأنظمة بوحشية وسيطرة واسعة امتدت آثاره للدول
المجاورة. سعى كل نظام لنشر الفكر القائم عليه باعتقادهم أن فكرهم هو سنام الحضارة لهذا العالم. فأخذوا بالسيطرة على الدول المجاورة، هذا وقبل أن يتم السيطرة الداخلية على الشعب ومكتباتهم والتي تحولت إلى خدمت ونشر أيديولوجيا الدولة في
هذه المجتمعات الاستبدادية.

ماذا عن المفكرين في عصر كل نظام من هذه النظم الاستبدادية؟؟
ارتبط مصير المفكرين بهده الدول إما بالنفي أو الموت، أو أن يكون جزءاً من هذه النظم الثورية .
صاروا ناطقين متحمسين باسم النظام ، مهَّد هؤلاء المفكرون السبيل للخطوات العدوانية التي
خطاها الزعماء الثوريون بانخراطهم في خطاب الحرب.
وهكذا كان المفكرون شركاء في انهيار السياسة الرشيدة .

النظام النازي من أبرز الآليات المدمرة التي نشأت في القرن العشرين، سعى بكل قوته لنشر
قواعده الفكرية والعسكرية في القارة الأوروبية. بعدأن أحرق الكتب والمكتبات الخاصة باليهود
في برلين وإحدى هذه الليالي التي سميت "بليلة إحراق الكتب" والتي وصفها وزير الدعاية في
الحكومة النازية "جوزيف غوبلز" (ها هو الماضي يحترق).
امتدت أذرع النازيين لسحق بولندا في الحرب العالمية الثانية واحراق كتبهم وتراثهم، وجاء الدور على فرسنا وإيطاليا وصربيا. أحرق الملاين من الكتب بفعل وحشية النازيين لنشر أفكارهم التي أسسها "هتلر" والذي كان يسعى للسيطرة الكاملة على دول القارة الأوروبية، لكن الحلم النازي تبخر كما تبخرت تلك الثقافات التي أبادوها خلفهم.

تتابع فصول الكتاب في ذكر إبادة الكتب من جانب الأنظمة الاستبدادية ليأتي الذكر على نظام صدام حسين وما فعله من تدمير لأجهزة المعلومات والمكتبات إبان الغزو العراقي .

النظام الصربي الذي انشق عن الاتحاد اليوغسلافي سعى كذلك بتدمير ومحو ثقافة الكروات إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها بسنوات جاء الدور على بلاد "البوسنة والهرسك" لتخرج وحشية الصرب في حرق وتدمير كل ما يتعلق من كتب وثقافة خاصة بالمسلمين وإبادة المكتبات .

ما ذكر سابقاً كان ما فعله النظام "الماوي" الشيوعي الذي تبناه الزعيم "ماو" في الصين بعد الحرب العالمية بنشر أذرع الشيوعية وتدمير الثقافة الصينية التي تعارض النظام بالإحراق وإبادة الشعب وخاصة أساتذة الجامعات والمكتبات العامة والخاصة ، ليمتد هذا الدمار بالحاق الخراب في ثقافة شعب التبت الأصلين من إبادة للناس وثقافة لأنها تعارض نظام الشيوعيين الذي تبناه "ماو" .

سعت الكاتبة لتبين لنا ما فقده العالم وخاصة هذه الشعوب التي عانت من الاستبدادية من فقدان لكثير من الكتب الهامة والمخطوطات التي تناثر رمادها. وما فقدته تلك الدول من علماء ومفكرين يسعون لتقديم الأفضل لهذا العالم .

كتاب أقل ما يقال أنه مهم.
Profile Image for Baher Soliman.
426 reviews378 followers
October 23, 2018
هل يُمكن النظر إلى هذا الكتاب على أنه كتاب في علم المكتبات على غرار الكتب التي تعالج تاريخ المكتبات والكتب ؟! لو نظرنا إلى هذا الكتاب المدهش للكاتبة " ربيكا نوث" وفق هذه الرؤية نكون قد جانبنا الصواب ، وبعدنا عن مغزى وروح الكتاب الذي يهدف إلى التأريخ لأثر النزعات الأيديولوجية المتطرفة على تدمير الثقافة العامة ؛ وذلك بإبادتها للكتب ، فتقوم الباحثة بالغوص في حقول معرفية متنوعة لا تقتصر فقط على علم المكتبات ، بل الكتاب فيه تحليلات من التاريخ والعلوم السياسية وعلم النفس والأدب .

يدور الكتاب في مجملة حول مصطلحي " الإبادة الجماعية" و " الإبادة الإثنية" في القرن العشرين بوصفه أكثر القرون دموية ، ويُفرّق الكتاب بين المصطلحين باعتبار الإبادة الجماعية هي إبادات لجماعات بشرية ، بينما الإبادة الإثنية هي تدمير ثقافة ما من دون أن يعني هذا بالضرورة قتل حملتها .

طوال صفحات الكتاب نجد نوع من التداخل بين المصطلحين ، بمعنى أن الإبادة الجماعية يؤول في غالب الأحيان إلى إبادات إثنية وليس بالضرورة العكس ، وسيأتي معنا التوضيح لهذا الأمر ، فإذا نظرنا إلى المكتبات بوصفها " ذاكرة جمعية " كحصون ضد الاندثار الثقافي ، نفهم كيف يمكن أن تؤول الإبادات الجماعية إلى إثنية ، فكما تقول الباحثة هنا أن أبواق الأيديولوجيات السياسية يعيدون تشكيل الذاكرة الجمعية لإرساء أجندتهم الشخصية ، ومن ثم يخضع نشر المعلومات إلى السيطرة ، فكما يقول مؤرخ المكتبات " مايكل هاريس " أن المكتبات جزء من مجموعة مؤسسات مكرّسة لخلق أيديولوجيا مهيمنة ، ويمكن ملاحظة صدق قول هاريس فيما يسمى بالثورة الثقافية في الصين الشيوعية مثلًا على ما سيأتي معنا .

المهم أن الصراع عندما يكون حول " القومية " يتم تدمير المكتبات لاحتوائها على نصوص تضفي شرعية أو تنزعها عن سلطة ما ، وهو أمر مهم جدًا أبدعت الباحثة حقيقة في إلقاء الضوء عليه ، فالكتاب يحاجج أن تدمير الكتب والمكتبات في القرن العشرين نجم عن تضافر بين " زعامة استبدادية " و " ايديولوجيا متطرفة " ، ومن ثم يعرض الكتاب حالات مختارة لبيان هذا الأمر [ النازيين - الصرب في البوسنة- العراقيين في الكويت - الثورة الثقافية في الصين الشيوعية ] فهي حالات مناوئة للفكر تفرض فيها السلطات الاستبدادية على المكتبات أن تكون في خدمة الأنظمة السياسية .

يبين الكتاب أن فكرة التدمير العمدي للمكتبات ظهرت كواحدة من استراتيجيات الحرب العالمية الأولى ، وذلك عندما محا الألمان مكتبة الجامعة في لوفين ببلجيكا ، بل وصل الأمر لإشادة جوبلز -وزير الدعاية الألماني -بإحراق الكتب ، فترى الباحثة أن ألمانيا الهتلرية هي حالة مثالية يُدرس من خلالها عملية تدمير الكتب والمكتبات في القرن العشرين ، مثل تدمير النازيين لكتب بولندا ومكتباتها ، والعجيب أن العنف النازي وُجد له مبررين استمدوا أفكارهم من الداروينية الاحتماعية .

تتكلم الباحثة بعد ذلك في مبحث رائع ومهم جدًا عن جرائم الصرب بحق المسلمين البوسنيين ، فمن جديد تظهر القومية بوصفها أيديولوجيا ، وتتداخل الإبادة الجماعية مع الإبادة الإثنية ، فقد رافق القتل والتعذيب والاغتصاب محو للثقافة الإسلامية ، ومن هنا دمر الصرب المعهد الشرقي في سراييفو الذي كان يضم أكبر محفوظات إسلامية ووثائق عثمانية في جنوب شرق أوروبا ، أي المصادر التي توّثق خمسة قرون من تاريخ البوسنة ، فقد كان لزامًا على الصرب تدمير الوثائق التي تُظهر شرعية المطالب التاريخية للمسلمين في البوسنة ، ثم ضرب الصرب دار محفوظات الهرسك في موستار ، فما هو الفرق بين الصرب وبين النازيين إذن ! .

لا يفرق كثيرًا- عند الباحثة- النظام البعثي العراقي عن النظام النازي أو الصربي في وحشيته وهمجيته تجاه الكتب والمكتبات، ففي أعقاب الغزو العراقي للكويت تم تدمير جزء كبير من الكتب في جامعة الكويت، وشحنت الكتب إلى بغداد أو استخدمها الجنود وقودًا للطهي . [ وفق الكتاب تم تدمير ٢٣ مكتبة عامة و٦٩ مكتبة متخصصة ] .

تقول الباحثة : " إن التطرف هو العدو الطبيعي للكتب " وهي تقصد التطرف الأيديولوجي بصورة عامة ، كالإبادة النازية مثالًا على التطرف اليميني ، أو الثورة الثقافية في الصين كمثال على التطرف اليساري ، فقد رأى الشيوعيون الصينيون كل وقوة تكبل ثورتهم هي قوة رجعية ؛ فدمروا كل الكتب التي تعتبر في نظرهم رجعية، أما في التبت حيث تشكل البوذية الأساس الثقافي لها، فقد مارس الشيوعيون الصينيون مناخ من الوحشية الاجتماعية والجسدية [ إعدامات - تشويه أجساد- اغتصاب ] وتم حرق كتب البوذية ووثائقهم لمدة خمسة أيام على يد الحرس الأحمر .

إن ما يحاول أن يثبته الكتاب حقيقة هو أنه ليست الأيديولوجيا ولا مقاصدها هي ما تسبب كارثة إبادة الكتب ، بل التطرف في تطبيقها بيد أصحاب السلطة المطلقة ممن لا يتسامحون مع أي أصوات بديلة ، هذا الكتاب فعلًا مهم ورائع سواء على مستوى الجانب السردي التاريخي أو على مستوى الفكرة التي يحاجج الكتاب في سبيل تقريرها.
Profile Image for Anaselseady.
23 reviews7 followers
August 3, 2018
كتاب "إبادة الكتب : تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين" للباحثة ربيكا نوث و ترجمة المبدع والرائع عاظف عثمان:
الموضوع المعالج في عدد هذا الشهر من سلسلة عالم المعرفة الكويتية أهمية شديدة حيث ناقشت فيه ربيكا نوث الباحثة الأمريكية التي تعمل أستاذة بجامعة هاواي ظاهرة إبادة الكتب في القرن العشرين، متوسعة في فهم أسباب الظاهرة ومدى تأثير العمى الإيديولوجي على مرتكبي هذه الجريمة، سواء تعلق الأمر بحروب تقليدية (الجيش النازي في الحرب العالمية الثانية أو الجيش العراقي بعد غزو الكويت) أو حروب أهلية (حرب البلقان وتدمير الصرب لمكتبات وكتب المسلمين والكروات وتبعات ما سمي بالثورة الثقافية في الصين)، كما أعطت بالأرقام والإحصائيات الدقيقة جردا للخسائر التي منيت بها هذه المكتبات ومدى تأثير ذلك على التقدم الحضاري للدول المتضررة (نماذج الصين والكويت والبوسنة والدول التي احتلتها ألمانيا النازية). عموما، لا نستطيع التقليل من قيمة مجهود الباحثة في جمع كل هذه المعلومات بين دفتي كتاب قيم كهذا، كما أنني تفاعلت بشكل كبير مع الفصل الذي خصصته لعرض حالة البوسنة و كوسوفا وكم الفظائع المرتكبة في حق البوشناق هناك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة بعد الفراغ من قراءة الكتاب هو : لماذا خضعت الباحثة للتعصب الإيديولوجي الذي كانت هي أول منتقديه ؟
لماذا تجاهلت جرائم الحلفاء بحق الكتب في الحرب العالمية الثانية ؟ لماذا اعتبرتها مجرد "أضرار جانبية"، ملقية باللوم كله على القيادة النازية، رغم أن ألمانيا نفسها خسرت الكثير من النفائس، إما حرقا بعد دخول الحلفاء إلى برلين، أو سرقة على يد القوات السوفييتية والأمريكية ؟
لماذا أحجمت عن ذكر الاستهداف الممنهج للمكتبات العراقية على يد قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق عام 2003 ؟ أم أن التاريخ مجرد لعبة بيد المنتصر، يعيد صنعها وتشكيلها على هواه ؟
والحمد لله رب العالمين
Profile Image for فيصل بوعقة.
189 reviews30 followers
August 9, 2018
يتميز القرن العشرين بكونه قرنا مليئا بالحروب والقلاقل... ففيه دارت الحربين العالميتين...والحرب الباردة...وحروب الاستقلال .والثورات الشيوعية....
وعلى ذكر الحروب والقلاقل السياسية والثورات...يأتي الذكر دائما - أو على أغلب الحالات - على عدد الضحايا من البشر والخسائر المادية...لكن الكاتبة الامريكية والاستاذة بجامعة هاواي والمتخصصة في الأبحاث في مواضيع الرقابة السياسية , ربيكا نوث ,توّجه أنظارنا نحو موضوع يغفل الكثيرون عنه... وهو موضوع إبادة الكتب.
تُعرف الكتب بكونها سجلا مكتوبا وإثباتا ماديا لا لبس فيه على الوجود الثقافي وربما المادي لحضارة وثقافة شعب ما... وهي دعامة الذاكرة البشرية والعمود الفقري لهوية شعب معيّن . فالكتب لا تختلف عن كونها " بطاقات هوية" للشعوب.
وإنطلاقا من هذا الأساس...فإن الأنظمة الإستبدادية , قومية كانت أو شيوعية , ولكونها تضم في طيّات أيديولوجيتها نوعا من الإستعلاء الثقافي والشعور الشوفيني وكذلك نوعا من التوجه الكولونيالي تعمد عند بسط نفوذها على مجموعة بشرية - سواء كانت مألوفة لها أي شعب الدولة نفسه أو غريب عنها أي عندما تبسط الدولة نفوذها على شعب آخر - إلى محاولة طمس الدليل على وجود هذا الشعب أو محو أي إختلاف ثقافي أيديولوجي وذلك من خلال الإبادة الإثنية ومنها إبادة الكتب والمكتبات.
وفي خضم عرض موضوع ابادة الكتب , توضح الكاتبة اللبس بين الإبادة الجماعية والإبادة الإثنية.. فالأولى إبادة لمجموعة أشخاص والثانية إبادة لثقافة شعب كامل..ثم تنطلق الكاتبة من خلال خمس أمثلة عن الحملات الممنهجة للإبادة الإثنية عن طريق إبادة الكتب والمكتبات للشعوب المقهورة وهي حالات ألمانيا النازية وصربيا و الغزو العراقي للكويت و الشيوعيين في الصين و الاحتلال الصيني للتبت .
كما تنبّه الكاتبة من خلال هذه الحالات إلى أن حملات إحراق الكتب ليس مجرد طقوس أو أعمال عشوائية بل هي أعمال ممنهجة يمكن ردها إلى أسباب مختلفة ووهي وسيلة من وسائل الحرب..بل أصبحت الكتب ساحة حرب بين الأيديولوجيات المختلفة : الإستبدادية المتطرفة والديمقراطية الإنسيّة
Profile Image for ياسر.
Author 7 books330 followers
November 22, 2018
نشرت هذه المراجعة أصلا على مدونتي:
https://uncertaintyblog.wordpress.com...



أحرقوا كتبي، لكنهم لم يحرقوا ذاكرتي

أحرقت جميع كتبي ومخطوطاتي... لكن الكتاب (الذي كنت أعمل على إنجازه) صار حياتي، فكيف لي أن أدعه يضيع؟ وعلى الرغم من أنهم أحرقوا مكتبتي وأوراقي، فإنهم لم يحرقوا ذاكرتي، فبدأت أكتب سرّا، مستدعيًا الكلمات التي اخترتها من قبل، وخبأت الصفحات في لحافي.

أحد ضحايا الثورة الثقافية الصينية

الكتاب هو حامل الثقافة، حامل العلم، وحامل التاريخ، وجزء أصيل من ثقافات الشعوب يكتب بواسطتها. والحقيقة أن تدمير الكتاب هو تدمير لكل ما سبق.

إبادة الكتب، عنوان قوي لكتاب قوي، يحاول أن يظهر لنا جانبًا أسود من جوانب الإنسان، ويستكشف ما هو أعمق من الأسباب السطحية المعروفة لحرق الكتب، ويطارد الأسباب السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والعرقية وراء جريمة إبادة الكتب. وفي كتابنا هنا تُركز الكاتبة على فترة القرن العشرين تحديدًا. فعنوان الكتاب الكامل هو: إبادة الكتب.. تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين.

الكتاب من تأليف: ريبكا نوث، وهي أستاذة بجامعة هواي، ومهتمة بشأن قضايا حرية الفكر، وعلم المكتبات والكتب. وترجمة: عاطف سيد عثمان. وهو الكتاب رقم 461 من سلسلة عالم المعرفة الكويتية، عدد يونيو 2018.

بدأت الكاتبة بموجز تاريخي عن الكتب والقراءة والتعلم، بداية من أوّل الشعوب المتعلمة، وهم السومريين، إذ يرجع أوّل نص مكتوب لهم إلى العام 3200 ق.م، وعن نشأة المكتبات ووظائفها.

الكتب حملة الحضارة، من دون كتب يصبح التاريخ معقود اللسان، والأدب أخرس، والعلم معوّقًا.

ثم بعد ذلك، في خمس حالات من الحالات التي كانت فيها الكتب ضحايا لعمليات تدمير واسعة النطاق، بحثت الكاتبة في الدوافع التي تقف خلف تلك العمليات.

بداية من ألمانيا النازية التي حرقت كتب هيلين كيلر وجاك لندن وحتى ألبرت أينشتين، مرورًا بصربيا ومشكلات أوكرانيا والبوسنة والهرسك التي بلغ فيها العنف ذروته في التسعينيات، ثم غزو العراق للكويت في التسعينيات أيضًا لأسباب سياسية غطّاها صدام حسين بشعور قومي.

ثم الثورة الثقافية الصينية في ستينات وسبعينات القرن الماضي، بقيادة "ماو تسي تونج"، حينما أقنع أتباعه وخاصة الطلاب بأن نبذ القديم هو طريق الثورة الحقيقية، فكانوا يدمرون كل ما هو ليس شيوعيًا منها بالتأكيد الكتب، وكادت أن تصل درجة تقديسهم لماو إلى حد العبادة، فكانوا يقفون أمام صورته ويؤدون طقوسًا.


نسختي من كتاب "إبادة الكتب"
وبعد ذلك تأتي الحالة الأخيرة وهي حالة أقليم التبت التي سعى النظام الشيوعي الصيني لدمجها بالعنف والقسوة داخل الصين، وإبادة ثقافتها، ودينها، فدمّرت كتبهم المقدسة، وأهين رهبانهم ونكّل بهم.

والصين تحديدًا لها في القرن العشرين مفارقة، وهي أن الكتب فيها دمّرت على يد متطرفين من اليمين ومن اليسار، فعندما شن اليابانيون حربهم الضارية على الصين عام 1937، دمروا ما يقارب 10 ملايين كتاب تقريبًا. وكما أسلفنا دمّر المتطرفون اليساريون كتبًا في إطار الثورة الثقافية.

وربما كان العامل المشترك بين كل تلك الحالات الخمسة هو القومية، والتعصب لها. وحتى لو كان السبب لم يكن قوميًا في الأساس، فإن الحكام كانوا يستغلون قوميّة شعوبهم ويعززونها لتساعدهم على تحقيق الكسب.

القومية تزدهر حينما يشعر الناس أنهم مُستضعفون.




ربما تكون الميزة العظيمة للكتاب من وجهة نظري أن الكاتبة لم تكن تسرد علينا وقائع حرق وتدمير الكتب، والإحصائيات فحسب، بل كانت تعود لتاريخ الأزمة بين الأمتين المتحاربتين (تستهدف إحداهما تراث الأخرى الكتابي)�� فتصل لأصل النزاع، وهو أصل ربما يعود لمئات السنوات قبل وقائع حرق الكتب ذاتها. وتنطلق من ذلك الأصل، وتمر على الأسباب السياسية والدينية والعرقية التي كانت تؤجج تلك الصراعات.

وهذه العودة إلى الأصل تسهم إسهامًا كبيرًا في فهم أكثر عمقًا لنفسية الشعوب وثقافتها، عندما تقدم على هذا الفعل الإجرامي.
Profile Image for Eman Hafez.
394 reviews66 followers
March 17, 2021
- الكاتبة في البداية بتتكلم عن تاريخ الكتب ونشأة المكتبات ،ومفهوم "إبادة الكتب" كوسيلة من وسائل الإبادات الإثنية (العرقية) عن طريق القضاء على الموروث الثقافي والتاريخي لشعب ما أو أقلية ما.. سواء بهدف إخضاع الطرف الآخر أو القضاء على أي صوت معارض..

"دمرّت الكتب في إطار عملية لفرض خطاب تجانس، بقمع النزعة الفردية لمصلحة المجموع، واستيعاب المفكرين أو تطهيرهم. كان هدف الأنظمة المتطرفة هو تحقيق سيطرة تامة، بينما تعرضت الكتب والمكتبات للخطر بسبب ارتباطهما بالنزعة الإنسية، التي هي عقيدة الديموقراطيات المعادية. لقد ازدرت أبواق الدعاية السياسية في القرن العشرين ذوي النزعة الإنسية الذين قدّروا الكتب والمكتبات حق قدرها، بسبب السمات التي جعلتهم على نقيض أبواق الأيديولوجيات تحديدًا. وبغض النظر عن الأجندة التي يروّج لها كل كتاب على حدة فإن الكتب في النهاية- بمحض وجودها في ذاتها وتعايشها مع مجمل أدبيات العالم المطبوعة- تدعم النزعة الفردية، والتعددية، والنزعة الإبداعية والعقلانية، وحرية انتقال المعلومات، والتفكير النقدي، والحرية الفكرية.."

- الكاتبة اختارت 5 حالات من التاريخ الحديث استعرضت فيهم حالات إبادات الكتب والمكتبات وهم:
- ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية
- صربيا الكبرى والإبادة العرقية في البوسنة
- العراق أثناء الحرب على الكويت
- الصين الشعبية والثورة الثقافية في الستينات تحت حكم "ماو"
- التبت والإبادات الجماعية والعرقية تحت حكم الصينيين

- في كل حالة ناقشت الكاتبة الظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي أدت لظهور أيديولوجيا معينة، وكيف استغلها النظام السياسي لتحقيق مقاصده، ودور الزعماء في الترويج لأفكار العنف والعنصرية، وأخيرًا
المصير المروع للكتب والمكتبات وأحيانا المفكرين والمتعلمين أنفسهم..

"لا محتوى الأيديولوجية، ولا مقاصدها، ولا مزيجها هي ما تسبِّب الكارثة، إنما التطرف في تطبيقها بيد أصحاب السلطة المطلقة، ممن لا يتسامحون مع أي أصوات بديلة، سواء كانت لأحياء أو لجماد.."

- الكتاب ده في رأيي مهم مش بس للمهتمين بالكتب والمكتبات لكن لدراسة تأثير تطرف الأفكار على الحكومات والأفراد.
Profile Image for الزهراء الصلاحي.
1,506 reviews545 followers
November 18, 2022
تصف المؤرخة باربرا توشمان موقف ذوي النزعة الإنسية تجاه الكتب فتقول: "الكتب حمَلَةُ الحضارة. من دون كتب يصبح التاريخ معقود اللسان، والأدب أخرس، والعلم معوقاً، والفكر والتأمل في ركود تام. من دون كتب، ما كان للحضارة أن تشهد تطوراً. فالكتب محركات التغيير، ونوافذ مفتوحة على العالم، و(كما وصفها الشاعر) "منارات منتصبة في بحر الزمن". الكتاب رفيق ومعلم وساحر ومصرفي عُهد إليه بحفظ كنوز العقل. الكتب هى الإنسانية بحروف ��طبوعة".

تم
١٨ نوفمبر ٢٠٢٢
Profile Image for عاطف عثمان.
Author 16 books216 followers
October 9, 2017
يتناول الكتاب موضوع الحرق المتعمد والمنهجي للكتب وقصف المكتبات بالقنابل أو تدميرها في ظل أنظمة سياسية في القرن العشرين. والغرض من تناول الموضوع فهم هذا السلوك من قبل الأنظمة بهدف اتخاذ خطوات لحماية التراث الثقافي العالمي المشترك. ينطلق بحث المؤلفة من سؤالين: ما الذي يميز الذين يألمون ويشجبون حرق الكتب عن الذين يقترفون هذا الجرم؟ وكيف يمكن التوفيق بين مُثل التقدم الإنساني التي انتصرت لها البشرية في القرن العشرين مع جرائم محارق الكتب في القرن نفسه؟ اختارت المؤلفة مصطلح "إبادة المكتبات" لتشير تحديدًا إلى تدمير الكتب والمكتبات على نطاق واسع تحت رعاية أنظمة سياسية في القرن العشرين، تلك الحملات المتعمدة التي رامت تحقيق أهداف أيديولوجية قصيرة الأمد أو طويلة الأمد. وترى الكاتبة أن إبادة الكتب ظاهرة ثانوية مصاحبة للإبادة العرقية والجماعية وتحدث تحت مظلتها.

يبدأ الفصل الأول باستجلاء ردود الأفعال على تدمير الكتب والتأكيد على أن حرق الكتب ظاهرة لها وجود حقيقي، مع الإشارة إلى وجود رابط بين هذه الظاهرة والإبادة الجماعية والعرقية. والفصل الثاني يتحدث عن ظهور المكتبات ووظيفتها وروابط المكتبات بالتاريخ والذاكرة الجمعية ومنظومات الاعتقاد والقومية والتنمية المجتمعية. أما الفصول من الثالث إلى الثامن فتتناول خمس دراسات حالة: حرق الكتب على يد النازيين في أوروبا، والصرب في البوسنة، والعراقيين في الكويت، والماويين أثناء الثورة الثقافية في الصين، والشيوعيين الصينيين في التبت. ويختتم الفصل التاسع الكتاب باستكشاف مسائل أعمق والإشارة إلى تطور القانون الدولي وآليات الحيلولة دون وقوع جرائم تدمير الكتب والمكتبات. ويذهب هذا الفصل إلى أن محارق الكتب في القرن العشرين مرآة للمعارك بين الأيديولوجيات المتطرفة من جهة والنزعة الإنسية الديمقراطية من جهة أخرى.^

عرض الكتاب على موقع مدونة الإنساني التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر
http://blogs.icrc.org/alinsani/2017/1...
Profile Image for zahra.
143 reviews61 followers
April 10, 2021
لم تقف جرائم الحروب والصًّراعات في العالم بين القوى العظمى، والَّتي نشبت في مطلع القرن العشرين، ولم تتوقَّف مع نهايته عند حدّ الإبادات الجماعيَّة أو التَّهجير والدَّمار الَّذين أحدثتهم، وإنَّما شملت أيضًا واحدةً من أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانيَّة تمثَّلت في إبادة الكتب وحرق المكتبات. وهذا المسعى الخطير كان هدفه انتزاع الهويّات والقضاء على التُّراث الثَّقافيّ الَّذي هو بمثابة محوٍ لتاريخ البشريَّة وتراثها والحطّ من إنسانيَّتها.

"يبدو أنّ الكتب لقمةٌ مفضَّلةٌ كلَّما اشتعلت الحروب".

"الكتب حَمَلَة الحضارة. من دون كتبٍ يصبح التّاريخ معقود اللِّسان، والأدب أخرس، والعِلم معوَّقًا، والفكر والتَّأمُّل في حالة ركود، فالكتب محرِّكات التَّغيير، وهي مناراتٌ منتصبةٌ في بحر الزَّمن، الكتب هي الإنسانيَّة بحروفٍ مطبوعة".

"عندما يُقدِمون على حرق الكتب، فسيؤول الأمر بهم أيضًا إلى حرق البشر أنفسِهم".

"قتل كتابٍ أشبه بقتل إنسان، بل إنّ من يقتل إنسانًا يقتل مخلوقًا عاقلًا، أمّا من يدمِّر كتابًا نافِعًا، فهو إنَّما يقتل العقل نفسه".
Profile Image for د.ريمة.
Author 16 books117 followers
Read
September 13, 2018
من لديه رصيد لابأس به من المعلومات الموثقة عبر الكتب الموضوعية، لن يتقبل ماورد في هذا الكتاب أبدا، ولن يقبله من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت كمسوق ومترجم، عبر مشروعه الرائد المهم.
فعلى أي أساس يجري اختيار الكتب؟ وهل نسوق لمن هم ضد قضايانا؟، خاصة من خلال الأسماء الواردة فيه ممن هم متهمون عيانا بالكثير...
راجع الصفحة 16/22/26 وغيرها...
بكل الأحوال هي أمانة قبل أن يحملها المجلس، ونتمنى عليه الترجمة العكسية لكتب مهمة بالمقابل، ليكون المشروع متوازنا .
إن الرد على هكذا كتاب ، يخرج من البلاد نفسها، وعبر رواية:
https://www.goodreads.com/book/show/1...
فهرنهايت 451 وحتى لو فرضنا أن الرواية خيالية كما ورد في تعريفها، فكان الكاتب يشير أن هذا موجود إلى حد ما، وأن كل ماورد في كتاب الإبادة موظف بعناية، ولتلميع صورة يود الكاتب إبرازها عن بلاده.
Profile Image for Wafaa Golden.
279 reviews358 followers
Read
March 19, 2019
قليلة أو حتّى نادرة الكتب التي لم أكملها طوال مسيرة قراءتي..
ليأتي هذا الكتاب لأضيفه لقائمة الكتب التي لم أستطع إتمامها..
فقد آثرت خرق مصداقيتي على أن أتابع فيه.. فقد كاد أن يوصلني لحال كراهية القراءة والكتب..
وتوصّلت لقرار نهائي بأن أدعه وأعيده لصاحبه الذي أعارني إيّاه غير نادمة ولا آسفة..
لم أفهم أين المشكلة فيه.. ولكنّي لن أكمله..

وفاء
رجب 1440
آذار 2019
Profile Image for Ryan.
423 reviews19 followers
January 25, 2019
“As long as it holds any books at all, a library represents the whole of human knowledge, and with that the immeasurably precious legacy, the possibility for progress and human transcendence.”


Thought-provoking and thorough...but painfully dry at times. Can a reader get an adjective?
Profile Image for Mohamed Yehia.
915 reviews36 followers
August 16, 2018
كتاب يرصد حالات التطرف السياسي اليميني واليساري والذي يصل لدرجة ابادة البشر والكتب بما تعني من تاريخ وثقافة ..بعض التطويل والكثير من الاسهاب في البداية ..ذروة الكتاب هي التطبيق العملي ل 5 حالات من الابادة
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,252 reviews299 followers
January 10, 2019
إبادة الكتب
تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين
ربيكا نوث
عالم المعرفة
...........................
تشتمل قوة الدولة أو الأمة علي القوة الخشنة ممثلة في قواتها المسلحة، والقوة الناعمة ممثلة في كافة نشاطاتها ومنتجاتها الثقافية مثل الكتب والفنون بأنواعها، ولأن الكتب هي جزء من القوة الناعمة لأي دولة، بل وتعتبر مصدر ومنشأ باقي ألوان القوي الناعمة الأخري التي تمتلكها أي أمة، ولأن الكتب هي خزائن الذاكرة لأي شعب وهي الحاوية لتفاصيل هويته؛ لذلك تقع الكتب والمكتبات ضمن أهم الأهداف التي تخطط لإبادتها أي قوة احتلال في أي مكان وفي أي عصر. فعلي مر التاريخ يصاحب غزو الأراضي وإخضاع سكانها تدمير للمكتبات وأي مؤسسات أخري قد تساند الذاكرة أو تضفي شرعية علي هويات قديمة. يسفر مثل هذا الغزو عن الحط من قيمة أمم وثقافات بأكملها. وغالبا ما تسعي الأنظمة المتطرفة إلي محو هوية المعارض المهزوم وسيادته وفرض سيطرتها علي جميع موارده. وتدمير المؤسسات الفكرية والثقافية للعدو وسيلة من وسائل كسر إرادة المقاومة لديه والقضاء علي المنافسة وإبطال التهديد الذي قد تشكله عقائد الأمة الأخري وقيمها علي عقائد الذات وقيمها.
هناك نوعان من الإبادة شهدهما التاريخ: الإبادة العرقية، وهي التي تقوم مجموعة من البشر بعدوان منظم ضد مجموعة أخرى بهدف القضاء التام علي وجودها بين الأحياء، والإبادة الأخري هي الإبادة الإثنية! وفيها تقوم مجموعة بالقضاء علي كافة مظاهر ثقافة وحضارة مجموعة أخري بهدف الحط من شأنها وإسقاط كرامتها التاريخية والقضاء علي كل ما يثبت حق الوجود القديم والأصيل لهذه المجموعة البشرية، وغالبا بل يكاد يكون دائما ما كانت الإبادة الإثنية مقدمة لإبادة عرقية دموية. ودائما ما كانت الكتب والمكتبات هدفا لأعمال الإبادة الإثنية التي تسبق الإبادة العرقية.
لأن الكتب والمكتبات تصون الذاكرة وتقدم الشهور وتحفظ الأدلة علي شرعية تعدد الرؤي وتيسر الحرية الفكرية، وتدعم هوية الجماعة، فإنها تخضع للسيطرة بعناية، وللتقويم بل وللتطهير علي نطاق واسع. ومهما تكن الهوية المحددة لجماعة ما، سواء كانت أمة أو عرقا أو جماعة دينية أو سياسية، فإن تدمير مكتباتها يعوق التطور الثقافي للجماعة ككل، ويحط من طبيعة الحياة ويقوض احترام الذات في أوساط الجماعة. فليست الكتب جمادات لا حياة فيها، بل هي وعاء لقوة حياة كامنة، أريد لها أن تكون فاعلة مثل الروح التي أنجبتها. فصلاح البشر ومستقبلهم مقرونا بصلاح الكتب والمكتبات ومستقبلها.
وعندما تكتب للكتب والمكتبات النجاة من الهلاك الذي تفرضه الحرب والأيديولوجيا السياسية عادة ما يكون ذلك إما عن طريق الجهود التراكمية لأفراد شغوفين بها، وإما عن طريق جهود لمجتمعات تقدر جلال الوظائف والأدوار التي تؤديها هذه الأوعية الثقافية. والعنف الشامل، سواء استهدف كيانات مادية أو ثقافية، يوهن الجنس البشري بأكمله. وقتل كتاب أشبه ما يكون بقتل إنسان، بل إن من يقتل إنسانا يقتل مخلوقا عاقلا أما من يدمر كتابا نافعا، فهو إنما يقتل العقل نفسه.
من شواهد التاريخ التي تدل علي أهمية المكتبات للمحتل ومن وقع تحت الاحتلال في الوقت نفسه ما فعله هتلر بمكتبات اليهود العامة والخاصة، فلم يترك النظام النازي أي كتاب مسموح بتداوله بين الأوساط اليهودية بغرض اقتلاع اليهود أولا من ثقافتهم (مصدر تمسكهم بهويتهم ومصدر قدرتهم علي المقاومة) قبل اقتلاعهم من أرضهم وإبادتهم نهائيا. وتعد الكتب التي حرقها هتلر بالملايين، كما أنهم لم يترك الوثائق الخاصة بالكتب المقدسة والوثائق الخاصة بممتلكات اليهود دون حرق، غير أن برنامج هتلر الأيديولوجي، الذي صدم بقية أوروبا، جلب بدوره الخراب إلي ألمانيا وإرثها الثقافي المكنون. فبنهاية الحرب، وفي تحول مناقض، فقدت ألمانيا ما يتراوح بين الثلث والنصف من كتبها، خلال القصف الذي شنه الحلفاء وبسبب حملات المصادرة الروسية (إذ تقدر الكتب التي حُملت إلي الاتحاد السوفيتي بوصفها غنائم حرب بنحو 11 مليون كتاب بما فيها نسختا غوتنبرغ للكتاب المقدس). وقد تفاقمت فداحة الخسائر في مكتبات المدن والجامعات الألمانية. في برلين فقدت المكتبة الوطنية نحو مليوني مجلد، بينما دُمرت مكتبة الرايخستاج تماما. وفي فرانكفورت فقدت المكتبة البلدية ومكتبة الجامعة 550 ألف مجلد و440 الف رسالة دكتوراه و750 ألف براءة اختراع. أما المكتبة الحكومية في بريمن ففقدت نحو 150 ألف مجلد بما فيها أعمال نادرة وقيمة عديدة والقائمة تطول.
وحينما فشلت يوغوسلافيا السابقة في الحفاظ علي وحدتها سعي الصرب إلي تأسيس صربيا الكبري، وكان من بين مخططاتهم هو القضاء علي كل ما يبدو أن يكون قومية مخالفة للقومية الصربية، فارتكبت الفظائع التي سجل التاريخ تفاصيلها. القومية تجعل البشر غير مبالين بحقوق ومصالح أي مجموعة من البشر سوي تلك المجموعة التي تحمل الاسم ذاته الذي يحملون، وتتحدث اللغة ذاتها التي يتحدثون... وحتي الآن، تفوق عاطفة الانتماء القومي حب الحرية لدرجة أن الناس علي استعاد لحث حكامهم علي سحق حرية ��استقلال أي شعب لا ينتمي إلي عرقهم ولغتهم.
من بين ما قام به الصرب لمحو الآخر هو القضاء تماما علي المكتبات وكافة المؤسسات التعليمية في البوسنة. مثلا: قام الصرب بقصف مكتبة زادا البحثية بكثافة، وقد كانت تضم بين جنباتها 600 ألف مجلد، و33 كتاب طبع قبل العام 1500، وغيرها الكثير، وكانت هذه واحدة من بين مئاتا لمكتبات التي قصفها الصرب لمحو الهوية البوسنية وإحلال الهوية الصربية محلها.
نفس ما قام به الصرب والنازيين قام به العراقيون أثناء احتلال الكويت، فلم تبقي العراق علي مكتبة عامة أو خاصة، مدرسية أو جامعية إلا أحرقوها، وذلك للهدف ذاته، القضاء علي الهوية الكويتية المستقلة وإدماجها في الهوية العراقية.
وحينما احتل اليابانيون الصين، دمر اليابانيون الكتب والمكتبات أثناء محاولاتهم إخضاع الصين وأسفر عدوانهم عن خسارة 10 ملايين كتاب تقريبا.
وفي أثناء الثورة الثقافية الصينية قام الصينيون أنفسهم بتدمير مكتباتهم وإبادة كل ما يمت بصلة إلي العصر القديم، فعلي سبيل المثال، في مدرسة سوتشو المتوسطة بإقليم كيانسو، دُمرت المدرسة التي يمتد تاريخها إلي 900 عام، كما دُمر نحو 100 ألف مجلد، و80 ألف كتاب في ليلة واحدة. كما قام الصينيون كذلك بإبادة كل ما يتصل بالثقافة التبتية المستقلة ونقل ما يمكن نقله إلي الصين، فأحرقوا كل ما ورثه أهل التبت من مجلدات وكتب ووثائق تراثية علي مر القرون، كما دمروا المعابد والتماثيل الفنية المختلفة.
الحفاظ علي الكتب والمكتبات أصبح هدف إنساني، وصارت للمواقع الثقافية حماية وحصانة ضد القصف أثناء الحروب بعد أن تنبه العالم لدورها الخطير. وبما أن القراءة قادرة علي تعزيز الواقع الداخلي للإنسان وإضفاء شكل عليه، فإن لما تتاح للفرد قراءته أثرا عميقا في تحديد الوجهة التي سيسلكها تدريجيا واقعه المتشكل: أإلي التطرف أم إلي النزعة الإنسية؟ أي أن المكتبات تسهم بشكل كبير في توجيه فكر الإنسان وضمان تربيته كارها للفظائع التي يرتكبها ذوي الميول الإجرامية. إن تنشئة أفراد مطلعين يتسم تفكيرهم بالعمق، له أثر تراكمي في إحداث توازن لمجتمع ما أو أمة متحضرة. إن صون مكتبات العالم هو صون لشهود علي عظمة البشرية. وحشد أعمال عديدة من روائع ما كُتب _ وإن تغيب عنها أخري عديدة فُقدت _ يستحضر في ذاكرة الإنسان جميع الروائع العالمية. ولأنه مثلما يقلل هلاك نوع واحد أو انقراضه السلامة البيئية لإقليم ما، فكذلك يُضعف تدمير كتب جماعة ما، بوصفها حافظات الذاكرة، التراث الثقافي المشترك للعالم.
............
Profile Image for Iman Bany Sakher.
244 reviews92 followers
November 25, 2018
الكتاب الثامن والعشرون من قائمة الأدب الغربي السابع والأربعون لعام 2018

الكتاب يتبع لشهر تموز يونيو لسلسلة الكتب الثقافية لعالم المعرفة الصادرة شهرياً عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب _ الكويت. وقد
انقسم لتسعة فصول، كل فصلٍ حوى كمّاً هائلاً من المعلومات والبيانات.
• ففي الفصل الأول تم التركيز على الإبادة الإثنية التي تعرضت لها المكتبات والكتب وقد شرحت الكاتبة وبالتاريخ أهم الصراعات التي حصلت في القرن الماضي باعتباره الأكثر دموية بين القرون جميعها، فعددت المجازر التي وقعت إبّان الحربين العالميتين الأولى والثانية وما تلاها من صراعات كالتطهير العرقي للمسلمين في صربيا، وقد ذكرت أيضاً لجوار تلم المآسي البشرية والقتل الجماعي التدمير الثقافي الذي جرى ضمن تلك الفترة المشينة من التاريخ العالمي.
• أما في الفصل الثاني فقد خففت الكاابة من حدية المعطيات، بتركيزها على نشأة المكتبات ووظائفها، وبينت انواع المكتبات وشرحت عن كل نوع، ثم بينت وظائفها في معتقدات البشر وقومياتهم فجاء بنهجٍ مملٍ قليلاً .
• أما في الفصل الثالث فقد عادت إلى إدراج مآسي وقعت للمكتبات، وأسهبت في تحليل تلك الوقائع من عدة محاور سياسية واجتماعية واقتصادية أيضاً مما أعطى الأمر أبعاداً شتى ولم تقتصر الفكرة على ما جاء بالفصل الأول من ناحية الإبادة الإثنية.، فمن الأديلوجيات العالمية للسباقات العالمية للتسلح إلى التوجهات الإمبريالية وحتى العنصرية والشيوعية استطاعت أن تحدد عدة نقاط من أجل تفسير منطقي لإبادة الكتب في بيئة معينة من خلال حملة من الأسئلة المنطقية.
• الفصل الرابع خصصته الكاتبة للنازية الألمانية وما أقترفته من جرائم في أوروبا وأوروبا الشرقية، لتحصر لنا أرقاماً ووقائع مهولة وتحليل لكل تلك المتعلقات التي جرت بتلك الفترة السوداء من تاريخ أوروبا كاملاً.
• لتعود في الفصل الخامس وتركز على الأزمة الصربية، لتشرح عن جذور الصراعات في يوغسلافيا السابقة، مع بروز مسألة الوجود الإسلامي المشترك، وما تلاه من توتر كبير في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بعد طرد العثمانيين من البلقان. ومن الإغتيالات ومعسكرات الإعتقال استمرت الكاتبة في بيان كل تلك الأمور بدقة متناهية. لتستمر في التمهيد بالوقائع وصولاً للمآسي التي جرت في كرواتيا والبوسنة إبان انهيار الإتحاد السوفييتي في تسعينيات القرن المنصرم فقد دمر الكروات معاهد دينية وكنائس أرثذوكسية وقاموا بإلقاء الكتب وإحرا��ها، مما ادى إلى ضياع آلاف المخطوطات والكتب النادرة تلك الفترة.
• الفصل السادس جاء ثقل تركيزه على أزمة العراق والكويت عام 1990 وقد ابتدأت الفصل بسرد مفصلٍ عن الأزمة وأحداثها وتأثيراتها اللاحقة، كما وعادت بالتاريخ لنشأة وصعود نظام البعث في المنطقة العربية ككل. وأظهرت أهم المبادئ التي يصدح بها الحزب الإشكاليات التي تبلورت نتيجةً للصدامات الفكرية ما بين الأحزاب الأخرى، منذ سقوط الحكم العثماني حتى ما بعد الأزمة.
• الفصل السابع خُصِّص للثورة الثقافية الصينية، وقد شرحت بعض النواحي للثقافة هناك حتى سقوط آخر عائلة حاكمة في الإمبراطورية الصينية وما تلاها من تنوع في الذوق الثقافي وتنوعه إلا أن الصراع مع الجارة اليابانية أدى إلى تدمير ذلك التنوع، فقد تم تدمير نصف مليون مخطوطة وكتاب قيّم لا يمكن تعويضه في القصف الذي جرى لجامعة نانكاي الصينية، عدا عن النهب الذي طال العديد من الكليات والمكتبات. ولكن الامر لم يتوقف حينما توقف الغزو الياباني فقد سعى الحزب الحاكم الجديد المتبني للتوجه الشيوعي إلا ما أسماه تطهير من المنشورات العبثية والرجعية والفاحشية، ليقضوا بأيديهم على ما سلم من الحرب.
• يتبع الفصل الثامن لمآساة الفصل السابع التي أحيقت بالكتب، فبعد بسط الحزب الشيوعي سيطرته على الصين هاجم التبت واجتاحها باعتبارها تتبع لهم، لكن خاصية التبت وموروثها الثقافي فقد شرحت الكاتبة تاريخها بالتفصيل مما يجعل القارئ يتوه في طيات ذاك المجتمع المسوّر بالجبال الباسقة والمعزول عن فوصى العالم، مظهرةً بسالة ذاك المجتمع الذي استمر بالصمود إزاء تلك الهجمات الوحشية لإبادة ثقافته.
• لياتي الفصل التاسع والأخير بتلخيصٍ شاملٍ ودقيق للفصول الثماني الأولى، وقد قامت أيضاً بذكر جملةً من المؤسسات التي تُعنى بالموروث الثقافي للشعوب وحمايته من الإبادة الممنهجة والمتعمدة من أنظمةٍ استبدادية، وانقاذها من أن تمسي ضحيةً من ضحايا الصراعات بين الشعوب.
الكتاب بشكل عامٍ يعد قيمةً ثقافية بحتة لما فيه من معلوماتٍ تاريخية وبحوث سياسية ونظريات، وأنصح بشدة به واقتناءه.
إيمان بني صخر
Profile Image for Nawasandi.
113 reviews8 followers
August 29, 2016
Berdampingan dengan genosida dan etnosida, librisida punya akar yang sama yaitu ekstremisme dalam pengukuhan kekuasaan. Mengakar sejak dari jaman Babylonia dan akan terus terjadi selama inangnya (ekstremisme) masih ada, yaitu penggunaan kekuasaan yang abusif dan koersif.

Upaya sistematis dan terselubung, baik sengaja atau tidak sengaja, telah dilakukan oleh otoritas maupun korporat yang memonopoli distribusi dan reproduksi buku. Perpustakaan dapat menjadi kawan ataupun lawan dari upaya konservasi buku. Institusi agama tak luput, bilamana agennya abusive maka, librisida adalah opsi yang sulit untuk tidak dieksekusi.
Profile Image for Mohamed El sayed.
250 reviews29 followers
August 13, 2018
كتاب جديد من نوعه ومثير إلى حدٍ كبير رغم ما تتخلل قراءته أحياناً من صفحات من الملل والتي تتعلق بالوصف التفصيلي لأسماء المكتبات التي دُمرت و محتوياتها بالأرقام ,ورغم ذلك كان لابد من ذكر ذلك في الكتاب لتوضيح حجم التدمير الذي ألحقته القوى الإستعمارية والفاشية بالتراث الثقافي البشري في سعيها إلى تحقيق أمجاد وهمية على حساب الإبادتين الجماعية و الإثنية لأمم كبيرة و تندرج تحت الإبادة الإثنية إبادة فرعية وهي إبادة الكتب كأحد أهم روافد ثقافة الأمم
Profile Image for Momen.
421 reviews12 followers
December 17, 2019
الحقيقة أن الكتاب أكثر من رائع، ثري للغاية، ومنظم للغاية في طريقة عرضه وتفنيده الأسباب والمعطيات. تحاول الكاتبة أن ترسم خط عام أن كل فكر شمولي، سواء كان ديني أو قومي، يؤدي في النهاية إلى الإبادة الأثنية أو حتى إبادة الكتب.

الكاتبة اتكلمت عن عدة نماذج مهمة للغاية في التاريخ الحديث. مثل النازية، والإبادة العرقية للبوسنة من جانب الصرب، وكذلك الشيوعية الصينية في وقت ماو تسي تونج، واجتياح العراق للكويت. الكاتبة لا تكتفي بالنتائج ولكن تقوم بتأصيل أصل الصراع على مدار التاريخ وصولًا للحظة العبثية في تدمير ومحو عرق وثقافة بعينها من الوجود.

الكتاب أكثر من رائع يعيبه فقط النظرة الليبرالية للكاتبة ومحاولة تصويرها أن الغرب هم الإله الذي يجب أن يحتذى به.
Profile Image for Rana  Yamout.
640 reviews131 followers
March 18, 2021
يوسع التعريف ليشمل تلك الأماكن الرائعة التي تضم الكتب. تشرح لماذا تكون المكتبات أهدافً�� للتدمير عندما تتعرض ثقافة أو بلد للحرب أو يتعرض لتغيير النظام. تحتوي المكتبات على التاريخ والأفكار وعناصر الحضارة والهوية وتعبيرات وجهات النظر المختلفة. عندما يتولى النظام السلطة ، فإن جميع العناصر المذكورة تشكل تهديدًا ويجب القضاء عليها. يناقش الفصلان الأولان أهمية الكتب والمكتبات ودورها في دعم الثقافات والبلدان. ووصفت ظاهرة الإبادة العرقية. تستكشف الفصول المتبقية تدمير النازيين والصرب وصدام حسين والشيوعيين في الصين والتبت.
146 reviews15 followers
April 22, 2020
نجمة واحدة نظير جمال الترجمة فقط.

تحديث:
العقلية الأمريكية أو الرأي الأمريكي المفروض على العالم هو أن المذهب الشيوعي والمذهب الاشتراكي وأي مذهبٍ شبيهٍ بهما والذي جوهره يدعو إلى محاربة سياسة أنظمة الرأسمالية والوقوف مع الشعوب ودعمها هي شر مُطلَق وليست نصيرة للشعوب كما تزعم، في حين أنه -المقصود الرأي الأمريكي والغربي- يُثني باستمرار على بعض الأنظمة الأوروبية والأمريكية لأنها ديمقراطية! ولكن القول الصريح المستتر هو لأنها اتخذت من الرأسمالية أساسًا لحكمها وإدارتها على الشعوب لأنها -ومجددًا- ديمقراطية أو بشكلٍ آخر تكون تحولت إلى ديمقراطية بتبنيها الرأسمالية وتخلصها من الأنظمة السابقة ما لم تكن تلك الدول ديمقراطية سابقًا (فعلوا هكذا مع دول أوروبا الشرقية مثلًا)، باعتبار أن الفكر الشيوعي أو الاشتراكي لا خير له للشعوب. والحقيقة الفعلية المتمثلة بمحاربتها الشرسة لهذه الأنظمة -الاشتراكية والشيوعية وأشباههما- وتشويه صورتهم باستمرار واستماتة ناجمٌ عن تهديد هذه الأنظمة لها وفضح حقيقة ديمقراطيتهم المزيفة وفضح حقيقة الرأسمالية التي لا يهمها الشعوب وإنما تتاجر بمجاعاتهم وأرواحهم ومستقبلهم وغيرها الكثير وتتخذ من الشعوب والأمم عبيدًا لها. وهذا الكتاب يقول لك (ومؤسف لمن لم ينتبه لهذا): أن أي فئة لا تختار نظام الرأسمالية أساسًا لها - فهي على الأرجح تمتلك حكمًا ليس ديمقراطيًا- وسينتهي بها المطاف إلى تحولها إلى وحش لا يرحم ضد الشعوب والإرث وغيره!

في مراجعة سابقة لي حول كتاب: "السياسات الخارجية الأوروبية"، تحدثت عن وضع مشابه لهذا الكتاب من ناحية فرض التأثير الأمريكي ودوره بكل الأشكال بما فيها السيطرة على التأثير من خلال الكتب -دور الإعلام المقروء-. وبمعنى آخر فإن حتى الكتب لا يعني فعليًا قدرته على وضع سدًّا للقارئ يقيه من الكذب والخداع أو أن تكون كفيلةً بمعرفة الشخص للحق والباطل بالاكتفاء بعدد كبير من الكتب تحمل الفكر ذاته أو بطرفٍ واحدٍ منها وإلخ.

وهذه الكاتبة تُعَد مثالًا حيًّا على أن الثقافة وقراءة الكتب -وهي باحثة- لم يأمنها من تسلل الحقيقة الزائفة في الكتب والمتمثلة بالسيطرة الإعلامية، وربما هي فضّلت أن تأوي بالعِصمَةِ إلى جبلِ هذا الطرف فقط مقبِلةً على الجهل المتعمَّد. وأحسب هنا يقينًا دون منازع في الريب أن هذه الكاتبة كانت ومنذ الأزل انتقائية في اختياراتها للقراءة -أو ربما منهم!- بحيث يتناسب مع آرائها التي تؤمن بها وجعلها قدسيةً كما لو أنها لم تتعلم معنى الحيادية ومقارنة الأطراف عند الباحثين والمنطق وبذلك اكتفت بأخذ الجانب الذي تنتمي إليه فقط وينتمي إليه سياسات حكومتها -والشعوب الغربية عامةً لا تختلف عن العرب في الجهل والتخلف من خلال تمسكهم بسياسات حكوماتهم وتصديق مزاعمها مهما كانت ساذجة أو مضحكة أو حقيرة أو غير ذلك، فالعبودية تتعدد الأسماء والصور وتنتهي بالنتيجة ذاتها-.

يعيب عليها هذا، كما يعيب علينا أن نمتلك ترجمةً لكتابها هذا لزخره بالكثير من التبريرات اللامنطقية والمبنية مجددًا على سياسات الغرب العنصرية المنافقة وما غير ذلك مما تشتهر به.

شيءٌ آخر، من يعرفني سيعرف أنني لا أطيق ذكرًا من أحدٍ يتحدث أمامي ولو لحرف واحد وثانية واحدة فقط عن مظلومية يهود أوروبا وأمريكا -بالذات- بشيءٍ ما أو عن محرقتهم الكاذبة وخرافة الستة ملايين وإلخ. وابتليت منذ بداية قراءتي للكتاب بذكر (خرافة) المحرقة اليهودية و(خرافة) يهود مساكين دون انقطاع، حتى وصلت إلى الاعتقاد بأن الكاتبة لابد أنها يهودية، فقد اعتدنا طابع حبهم للتحدث عن أنفسهم والظهور بمظهر المحبين للخير وكثيرًا ما ظُلموا لبراءتهم وأنهم ذووا طيبة وكل هذا زور طبعًا إلا من رَحِمَ ربي القليل جدًا منهم فقط. شعرت بتقزز مستمر عجزت على تقبله أو تحمله على الأقل، ولا أعلم كيف للمترجم تقبّل قراءة وترجمة كل هذا، وأتمنى أن لا يكون وضع المترجم من بركات اتفاقية العار للسادات بحيث حنَّ قلبه عليهم أو أحبهم ونَسِيَ سوءتهم بفلسطين و٤٠ جارًا لها أيضًا لم يسلم منهم!

أستطيع القول أن البعض ممن لم يحتمل إتمام قراءة الكتاب كان لهذا السبب نفسه ربما. فأنا أوشكتُ على ترك الكتاب ملايين المرات لولا صبري لأجل النهاية وصبري الآخر لأنه تحول لي هذا الكتاب لمرجع ��امل أرجع إليه بفضل سرده لقائمة كاملة من التبريرات السخيفة التي تمر علينا أمثالها ولكنها مقتطفات متفرقة بكل مكان وبشتى الطرق خلال محاربتهم بالإعلام والسياسة للأنظمة المناهضة للرأسمالية. وبعض تلك التبريرات انتظرتُ ذكرها إبان قراءتي!

وقد يقول أحدكم، وماذا عن محتوى الكتاب من دراسة تحليلة أو من (مزاعم) أحداث الحرق وإبادات الكتب وغيرها؟ لا أعرف مدى دقة التحليل لأنتقد أو أتفق. أما عن المزاعم تلك؛ عن نفسي لا أصدق الكثير منها ولا أستطيع الأخذ بها لعدة أسباب، أحد الأسباب كما ذكرت سابقًا أنها أقوال السياسة الأمريكية وإعلامها المسيطر. ولكن هناك أمرًا آخرا أن هنالك إبادات أبشع للثقافة والكتب والشعوب والإرث وإلخ صنعتها الصهيونية بفلسطين، وأخرى أمريكية صنعتها بحق الشعب الأصلي وبحق شعوب كثيرًا احتلتها بما فيها العراق الحبيب، وهناك إبادات -الكلمة بمعناها الشامل- فرنسا وبريطانيا لثقافات وإرث وأرض شعوب احتلتها واستعمرتها. وكل ما ذكرته أثرها بعضها باقٍ ومستمر وبعضها يتكرر بحق آخرين جدد وبعضها يتجدد بحق الشعوب ذاتها وكل هذا إلى اليوم، وهذه الأمثلة بأيدي دول مدَّعية للديمقراطية وبأنظمة رأسمالية ولكن غضَّت الكاتبة بصرها عنها جميعًا بكل جرأة رغم قوة الأدلة وكثرة مرصوديتها وليست مجرد أقوال منقولة وشهود عيان مزعومة ومشكوك مصداقيتهم. لولا أنها لم تُخرَج هذه الحقائق أو تروَّج لها بالكتب بكثرة وبالطبع لا يمكن أن تتوفر هذه بحرية وهذه الكثافة لدول صاحبة هذه المنجزات القبيحة مثل بعض من ذكرتهم. لهذا السبب ومنذ البداية وجدت أن هذا الكتاب كتابًا سخيفًا في الأخذ بمصداقيته، ووجدت نفسي كذلك أسبق الحجج التي ستحجج بها الكاتبة حول هذه الفئة وتلك، لأنها مماثلة لما يقوله الإعلام الصهيوأمريكي المسيطر بل وكتب ومقالات وغيرها حظيت بالاطلاع عليها!

من سوء حظي أنني بدأته ببداية شهر ديسمبر ٢٠١٩ وهي بداية غير مبشرة وسببت لي إحباط وبطء وتضييع للوقت والأيام أثناء مكافحة قراءته قبل التوقف عنه أخيرًا لفترة، ثم عدت إليه عازمةً على إنهائه في نهاية الشهر ذاته قبل أن تنتهي السنة. مؤسف أن السنة انتهت باختتامية كتاب مثل هذا فوق ما سببه ببداية الشهر.
Profile Image for Mohammed Haseeb.
49 reviews2 followers
September 17, 2018
كتاب إبادة الكتب هو العدد رقم ٤٦١ من سلسلة عالم المعرفة وهو من تأليف رييكا نوث وترجمة عاطف سيد عثمان . يتكون المتَاب من تسعة فصول .في الفصل الأول تفرق الكاتبة بين مصطلحيِّ الإبادة الجماعية والإبادة الإثنية وبتعتبر إبادة الكتب جزء من الإبادة الإثنية ،في الفصل الثاني بتناقش الكاتبة نشأة المكتبات وتطورها وأدوارها وبتعتبر أن أقدم مكتبة في التاريخ هي المكتبة المصرية سنة ٣٠٠٠ قبل الميلاد بينما أول مكتبات منظمة وكبيرة ومرتبة وفق الموضوع هي المكتبات الآشورية ويترشح الكاتبة ازاي آلة الطباعة أثرت في نظرة البشر للكتب والمكتبات وأهميتها ،في الفصل الثالث اتكلمنا الكاتبة عن أسباب اتجاه الأنظمة السياسية لإبادة الكتب والمكتبات وهي من وجهة نظرها:الإمبريالية،العسكرية العدوانية،الأيديولوجيات،العنصرية وفِي الفصول اللي بعد كده بتسوق الكاتبة أمثلة عن إبادة الكتب سواء من أنظمة سياسية بقصد فرص أيديولوجيات زي روسيا والصين أو جزء من الغزو زي العراق مع الكويت أو صراع عرقي زي الضرب مع المسلمين .

في الفصل الرابع بتعطينا الكاتبة النموذج الألماني النازي وجرائمه في بولندا والتشيك وفرنسا في الحرب العالمية الثانية وتدميرهم للأكاديمية التلمودية في بولندا وسحق تراث الدول دي وإبادة مكتباتها،في الفصل الخامس كان الكلام عن الصرب وجريمة الإبادة الجماعية ضد المسلمين وما صاحب ذلك من إبادة ثقافية لتراثهم وطبعا حكت القصة من الأول والعوامل اللي ساعدت ميلوسوفيتش على السيطرة وسبحان الله هتكتشف أن الأنظمة الشمولية واحد ،في الفصل السادس غزو العراق للكويت وتأثيره على تعطيل دولة الكويت والجرائم اللي ارتكبها النظام العراقي وفِي الفصل السابع الثورة الثقافية في الصين بقيادة ماو تسئ تونغ وفِي الفصل الثامن جرائم الصينين في إقليم التبت ثم صدام الأفكار وخطوات الخروج من الأزمة بتعزيز النزعة الإنسية وغرس مفهوم الحداثة والمجتمع المدني .

أشيد بإنسانية رييكا نوث وأسلوب السرد وجودة الترجمة لكن يعيب الكتاب وقوعها في فخ التحيّز لأنها مذكرتش جرائم النظام الأمريكي في غزو العراق وكمان ألقت بكل اللوم على دول المحور في الحرب العالمية الثانية واعتبرت أفاعيلها الحلفاء بالكتب والمكتبات نتيجة حتمية للحرب !!!

التقييم النهائي هو 7.5/10 وأنصح بقرائته طبعًا
Profile Image for نورهان أنيس.
300 reviews46 followers
September 28, 2018

كتاب (إبادة الكتب..تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين) إصدار شهر يونيو 2018 عظيم ولم أجد كتابًا قد تحدث في تلك النقطة على حد علمي.
كنت قد وجدته عند بائع الجرائد وقرأت غلافه وما كُتب على ظهره واستحسنته ورجوته فيما بيني وبين نفسي ألا يخيب ظني وكم سعدت حينما فعل ذلك، وأنا اقرأه شعرت وكأن الكتاب إنسان نرجوه ألا يخذلنا ونعول عليه كثيرًا فلك أن تتخيل مدى سعادتنا حينما يكون عند حسن ظننا!

الفصول الثلاثة الأولى تستحق الإشادة وبشدة ولو قُرأت منفردة دون باقي الكتاب لخرجت منها بجديد، في البداية تتحدث الكاتبة عن تاريخ الكتب والمكتبات والكثير من المصطلحات التي تقوم بشرحها ثم بعد ذلك تأتي على ذكر الأنظمة التي أبادت الكتب والمكتبات في ظنها أنها عليها أن تدمر البلاد وتراثها لقطع صلتها بماضيها وكأنها لم تكن فيسهل على المحتل ادعاء امتلاكه للبلاد وأنه جاء يحررها، فجاءت بألمانيا وما فعلته النازية ثم الصرب وما فعلوه بتراث المسلمين في البوسنة والهرسك ومن بعدها العراق وما فعله صدام بالكويت، الصين وما فعله اليابانيون ثم من بعده ماو وثورته الثقافية وتستمر في سرد الأمثلة مع لمحات من التاريخ لكل مرحلة.
جاء على لسان أحد مسلمي البوسنة ( ليس المهم من سينجو بل ضرورة أن ينجو أحدنا، فلكي تقتل شعبًا يجب قتل ذاكرته، يجب قتل كل شيء ينتمي إلى ذلك الشعب)

على ذكر الكتاب كنت اقرأه في المترو فوجدت البنت التي بجانبي تنظر معي فقربت الكتاب دون أن تلحظ لتتمكن من القراءة، كنت في فصل العراق والكويت ثم دفعني فضولي للحديث معها فقلت لها بتقرأي؟ قالت لي الكتاب شدني لقيت الع��اق وصدام، فسألتني عن اسم الكتاب فقلت لها وشرحت لها نبذة عنه فوجدتها تقول (مفيش حاجة عن مصر؟) فقلت لها تقريبًا كُتب قبل تلك الفترة ووجدتني اتسائل يا تُرى ماذا سيُكتب عن تلك المرحلة ولم اتمادى في الخيال لأن محطتي قد اقتربت ولأننا لا زلنا في حاضر لا نعلم متى ينتهى فالأفضل أن نصمت قليلًا في انتظار ما ستسفر عنه الأيام.
Profile Image for Le7med.
64 reviews2 followers
April 10, 2021
يتناول كتاب إبادة الكتب لربيكا نوث عمليات إبادة الكتب أسبابها وأبعادها السياسية والأيديولوجية في أربع مناطق تاريخية وجغرافية: ألمانيا النازية، صربيا الكبرى، حرب العراق والكويت، الثورة الثقافية الصينية في قرن عشرين والتبت في نفس الفترة. ويعدّ الكتاب مرجعا مهما في الغرض، كما يبسط موضوعا جديدا غير مسبوق في الطرح على ما بدى لي، كما أن الكتاب يستشهد بما يعادل 350 مرجعا تهتم هي الأخرى بالمناطق الزمنية والمكانية السالف ذكرها وذلك
على مستويات قد تتفاوت في الغرض
يتبع الكتاب منهجية علمية في العرض والتحليل، والتي قد تحمل بين طيّتها الرأي الخاص بالكاتبة
===============================================
فيم يلي ذكر للبعض الاقتباسات التي قد تساعد أي باحث أو دارس في المجال على تحديد متطلباته من الكتاب
على ذكر الكوارث التي قد تتسبب في تدمير الكتب، تقول الكاتبة في الصفحة 12: لكن الحال تختلف إختلافا كليا عندما تنهب الكتب، وتقصف المكتبات، وتحرق بطريقة منهجية، إذ نكون هنا بصدد هجمة متعمدة ومدروسة تستهدف ثقافة جماعة ما
.
الصفحة 21: يرتكب الإنسان الفضائع أو يحرض آخرين على ارتكابها، ليس بسبب خلل بشخصيته، بل لأنه يؤمن بأفكار تحرض على اقتراف الفظائع وتسويغها
.
الصفحة 27: وُصف القرن العشرون بأنه القرن الأكثر دموية بين القرون جميعا. فالقتل الجماعي للمدنيين – لا الجنود – بتفويض حكومي هو سبب معظم الوفيات التي حدثت على مدار القرن العشرين، بدءا بالإبادة الألمانية لشعب الهيريرو)٭( بجنوب قارة أفريقيا في الفترة الممتدة من العام 1904 إلى العام 1907 ، وانتهاء بالتطهير الإثني ضد المسلمين بأيدي الصرب في التسعينيات.
.
الصفحة 37: في النصف الثاني من القرن العشرين، لجأ علماء ومختصون غربيون في مجال الصحة النفسية إلى الأبحاث السيكولوجية التي أجريت على الفرد، في محاولة منهم لتفسير الدوافع التي تقف خلف الظواهر الاجتماعية؛ لاعتقادهم أن المشكلات تنشأ في أذهان الأفراد. النتائج التي توصلت إليها دراسات ستانلي ميلغرام المتعلقة بالصدمة الكهربية، والتي استُحث المشاركون فيها عبر خطوات تدريجية معتمدة من قبل أفراد ممثلين لسلطة طبية، على إيذاء عدد آخر من المشاركين بأن يُخضعوا هؤلاء الآخرين لمستويات عالية وخطرة من الصدمات الكهربية، استُخدمت لتفسير مشاركة لألمان واسعة النطاق في الإبادة الجماعية لليهود. كما أن المناقشات بشأن التركيز على الفرد تعد جزءا من سياسات البحث العلمي؛ فطب النفس الثقافي والآراء ذات الصلة في العلوم الاجتماعية، مثل أنثروبولوجيا الطب النفسي وعلم النفس الثقافي، عارضت النهج الطبي البيولوجي )المتركز على الفرد( معارضة متزايدة. وبوصفها مرآة تعكس وجهات النظر ما بعد الحداثية، تُحل هذه الآراء العلةَ محل الأثر، وتتيح النظر إلى المريض النفسي الفرد ��وصفه وليد مجتمع مصاب بخلل وظيفي – أي أنه خاضع لصورة معممة من الوحشية، واستلاب قوة الفرد والتهميش والظلم
.
الصفحة 58: فمنذ العصور الأولى، عندما كانت النصوص تُخبأ في القبور أو الكهوف، رأى اليهود أن بقاء اليهودية رهنٌ بِصَوْنهم الواعي لشريعتها والبحث المعرفي فيها، حيث ينقل كل جيل للذي يليه وعيا بالاستمرارية مع الماضي، وكذلك مهمة يضطلع بها في المستقبل. وتفهم شعوب أخرى رسالة
اليهود بشأن أهمية البقاء والذاكرة. فهذا شخص مسلم يحاول أن ينجو من الموت في البوسنة في تسعينيات القرن العشرين، يقارن مصير شعبه بمصير اليهود، فيقول: ليس السؤال من سينجو بل ضرورة أن ينجو أحدنا. فلكي تقتل شعبا يجب قتل ذاكرته، يجب تدمير كل شيء ينتمي إلى ذلك الشعب
.
الصفحة 66: وفي الإمبراطوريات تتركز المواد الثقافية في مركز واحد، وتدور عمليات تطوير الهوية أو تدعيمها حول أمة أساسية في حالة توتر مع عقائد رسمية تعرِّف الهوية أيديولوجيا بوصفها دولية وقائمة على الطبقة أو العرق، مرجحة في الوقت نفسه التماهي مع الدولة المهيمنة. ومن ثم يُنتظَر من المواد الثقافية أن تدعم أوامر الإمبراطورية والتماهي مع الدولة المهيمنة: كما هي الحال مع الإمبراطورية البريطانية وإضفاء الصبغة الإنجليزية، وأيضا الشيوعية وإضفاء الصبغة الصينية أو الروسية، وكذا الاشتراكية القومية وإضفاء الصبغة الألمانية، وغيرها. ومع الاستقلال والتحرر من الاحتلال يجب أن تستعيد الأمة المستقلة حديثا جوهر إرثها المكتوب، وأن تشكل تاريخا يصلُح مصدرا تنبثق منه القومية والاتحاد الثقافي
.
الصفحة 85: في العام 1940 احتلت القوات الروسية دول البلطيق: إستونيا ولاتفيا ولتوانيا، وطهرت مكتبات بيع الكتب والمكتبات العامة، فحرقت الكتب غير المقبولة وحظرت 4 آلاف كتاب وكتيب في إطار عملية تحويل البيئة الثقافية لتتفق مع المعتقدات الشيوعية. وفي العام 1941 اجتاح النازيون هذه الدول تخلصوا من المواد الشيوعية وأخضعوا المطبوعات والمؤسسات الثقافية للمعتقدات النازية
.
الصفحة 88: وفي المجتمع ذي النزعة العسكرية تحدد القوات المسلحة منفردة طبيعةَ المؤسسات الأساسية في الدولة واختيار القادة وتخصيص الموارد وحقوق المواطنين وواجباتهم وقد تهيمن العسكرية العدوانية على المعتقدات عن طريق تقديم آليات متعارف عليها محكومة بقواعد كما هي الحال عندما تحشد أمة ما مواردها للحرب، أو قد ترتبط بالأيديولوجيا في المجتمعات الاستبدادية حيث تتشابك أجهزة الدولة بالجيش
.
الصفحة 93: تجلى الالتزام المطلق وغير الاعتذاري بالعنصرية في سياسات جعلت للتطهير العرقي أولوية أعلى من الجهود الأساسية في زمن الحرب. فعلى سبيل المثال، كانت للعربات الصندوقية التي تنقل اليهود إلى معسكرات الاعتقال أولوية على وسائل نقل الإمدادات العسكرية والقوات، بل كان ذلك في مراحل حاسمة من الحرب. ولم تتوقف السلوكيات الرامية إلى التخلص من السكان اليهود إلا عندما دحرت النازية بعد سحق برلين
يوضح البرنامج النازي للتخلص من اليهود ما الإبادة الجماعية بالضبط: هي خطة عمل منسقة هدفها تدمير جماعة بشرية بكاملها. وتتسم الإبادة الجماعية بشمولية القصد
.
الصفحة 94: يعطي النظام السياسي العنصري وزنا للإثنية أكبر مما تفعل الأقلية الإثنية ذاتها، وهذا الواقع يوحي ضمنيا بالذاتية التي تنطوي عليها التصنيفات المختلفة، وهو مثل ما توحي به الدرجة المتذبذبة التي يتماهى بها الأفراد مع جماعة متمركزة حول إثنيتها أو يستمسكون بهويتهم بوصفها محددا مهما. وبمجرد أن تُستهدف جماعة بسبب إثنيتها حتى يتعاظم وعيها بهويتها الإثنية. ومن الأمثلة على ذلك التطهير الإثني الصربي للبوسنة في أثناء تسعينيات القرن العشرين، الذي دفع بوسنيين علمانيين كثيرين إلى تبني معتقدات إسلامية راديكالية كرد فعل على هذا الاستهداف.
.
الصفحة 96: الثورة الحقة غالبا ما تكون عنيفة، وعادة ما تكون عنيفة للغاية. فجوهرها تدمير النسيج الاجتماعي ومؤسسات المجتمع، وهي محاولة، لا تكلل بالضرورة بالنجاح، لخلق مجتمع جديد بنسيج اجتماعي جديد ومؤسسات مستحدثة
.
الصفحة 108: بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، توقَّد سخط غامض بشأن التفسخ الاجتماعي، فأثار عنفا سياسيا؛ إذ اقتتلت الفصائل المختلفة في الشوارع. وهددت معاهدة السلام المُهينة افتخار الألمان ببلدهم إلى حد بعيد، وتحدث كثيرون عن أن ألمانيا طُعنت في ظهرها بأيدي أعداء داخليين، من بينهم البلاشفة واليهود. وبحلول العام 1932 كان 7.5 مليون شخص في ألمانيا عاطلين عن العمل و 17 مليون شخص – أي تقريبا ثلث السكان – يعتمدون على المساعدات الحكومية. أسفر العبء الاقتصادي لتعويضات الحرب، مضافا إليه انهيار ملحوظ في الأخلاقيات الاجتماعية )بما في ذلك تفشي الإباحية الجنسية بلا تمييز وغياب الاحترام للحياة الأسرية( عن قلق وتعاسة عميقين، ولم تزد الحكومة المركزية الواهنة الأمور إ لَّا سوءا على سوء
.
الصفحة 146: وتحتفي القصيدة الملحمية الحاسمة المكتوبة في العام 1847 بعنوان إكليل الجبل (ولاتزال القصيدة قراءة إلزامية في المدارس الصربية المعاصرة) بالعنف ضد المسلمين، وساعدت على خلق وعي يجعل أفكار التحرير القومي مجدولة بشكل لا فكاك منه مع قتل الجار وحرق قريته
.
Profile Image for Jeff Zell.
406 reviews3 followers
November 19, 2018
Libricide is the killing of book. Knuth broadens the definition to include those remarkable places that house books. She explains why libraries are targets for destruction when a culture and country experiences war or receives a regime change.

Libraries contain history, ideas, elements of civilization, identity, and expressions of different points of view. When a regime takes over, all of the aforementioned items are a threat and must be eliminated.

The first two chapters discuss the significance of books and libraries and their role in supporting cultures and countries. And, she describes the phenomenon of ethnocide. The third chapter explains Libricide. The remaining chapters explore the destruction of the Nazi's, Serbs, Saddam Hussein, communists in China and Tibet.

Knuth writes with an academic style. Her passion for her subject shines forth. The bibliography at the end of each chapter is helpful.

Profile Image for Ali Alaa.
125 reviews19 followers
September 20, 2018
دائما نجد مصطلح (حرق الكتب )أو (تدمير المكتبات) أو أشياء من هذا القبيل
لكن أكثر ما لفتني في العنوان مصطلح (إبادة ) لأنها متعلقة بمصطلح إنساني في المقام الأول

(إبادة الكتب ) مصطلح يشير إلى عمليات ممنهجة لتدمير المكتبات إذ أن التدمير يكون ممنهجا وليس مجرد عمليات فردية أو غير مقصودة
الكتابة تتعرض من خلال الكتاب إلى الأسباب والأفكار التي أدت إلى عمليات الإبادة المتعمدة ضد الكتب. متناولة خمس دراسات متتبعه في كل دراسه. اسباب صعود الأنظمة القمعية في تلك البلدان التي شملت ( ألمانيا وصربيا والعراق والصين مرورا بالتبت)
وتشير الكتابة إلى أن تدمير الكتب الأساس منه محو الآخر وعدم الاعتراف بتراثه.
الكتاب دراسه قيمة وتوضح ان الكتب مثلها مثل البشر في تلك الديكتاتوريات يجب أن تباد ويعيد هيكلة محتواها بحيث يصبح الجميع في خط واحد
كنت اتمنى من الكا��بة ان تضيف دراسه عن اسبانيا فرانكو. أو دراسه عن أنظمة أميركا اللاتينية
Profile Image for Christine.
6,865 reviews525 followers
February 7, 2009
A tough intense read, but worth it. Knuth goes into great detail about what leads up to the destruction of libraries and books. In doing so, she also goes into depth about the political systems she describes, so the reader learns about Tibet/China and other modern areas of contention. While the book is a scholarly work and is intense, it is accessible to anyone. It is well worth the read.
Profile Image for Hegazy Mohamed.
229 reviews38 followers
August 6, 2018
كتاب رائع و هو محاولة إنسانية لإيقاظ ضمائرنا و حفظ تراث الإنسانية حتي في ظل الحروب و إشتعالها ، هذا الكتاب محاولة لفهم تاريخ الهدم و الإبادة في مقابل البناء و التشييد و الإبداع و الحفاظ على ما أنتجه العقل البشري ، فالثقافة هي التسامح و القبول و البقاء الحقيقي و ليست لغة الكراهية والعنف و الإبادة و الحرب هي التي تبقي أو تسود و ليس لها مكان و لا ركن إلا في مزبلة التاريخ.
9 reviews3 followers
September 14, 2011
Instructive on many levels: Describes not only the impact of conflicts on library collections, but provides extremely informative backgrounds for those conflicts, so that we understand why the aggressors would target libraries as one means to achieve their political goals.
Displaying 1 - 30 of 49 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.